ويبدو أن هذا القرار لم يقتصر فقط على اللقاء الودي، بل سيمتد ليشمل أيضًا كل الحصص التدريبية القادمة، والتي ستدور هي الأخرى دون حضور جماهيري أو إعلامي. خطوة فاجأت الكثيرين لكنها في الوقت ذاته تعكس فلسفة البنزرتي المعروفة منذ سنوات، إذ يفضل دائمًا العمل في صمت وبعيدًا عن الأضواء من أجل خلق أجواء تركيز قصوى داخل المجموعة وتحضير لاعبيه نفسيًا وبدنيًا بعيدًا عن أي ضغوط خارجية.
وتشير مصادر مقرّبة من محيط الحديقة “أ” إلى أن البنزرتي لا يسعى من خلال هذا القرار إلى عزل الفريق عن جماهيره، بل بالعكس، يهدف إلى ضبط الانسجام داخل المجموعة وفرض الانضباط في أدق تفاصيل العمل اليومي، خاصة في مرحلة تتطلب تركيزًا عاليًا قبل استئناف البطولة. كما يسعى إلى حماية لاعبيه من الانتقادات المبكرة والتسريبات التي قد تربك الأجواء داخل الفريق.
من جهة أخرى، اللقاء الودي الثاني أمام النجم الخلادي هو الآخر مغلقًا تمامًا، دون حضور الجمهور أو حتى ممثلي وسائل الإعلام. ويُراد من خلال هذه المواجهة تجريب بعض العناصر الشابة والبدائل التكتيكية التي يعمل عليها الجهاز الفني في الكواليس، تحضيرًا للمواعيد القادمة في بطولة الرابطة المحترفة الأولى، والتي ستكون حاسمة في تحديد ملامح الفريق هذا الموسم.
ويرى متابعون أن هذا التوجّه الصارم يعكس شخصية فوزي البنزرتي المعروفة بالقوة والانضباط، فهو مدرب لا يؤمن بالمجاملات أو التنازلات، بل يركّز فقط على العمل والنتائج. ويدرك جيدًا أن المرحلة القادمة ستكون مفصلية خاصة مع أولى المواجهات القوية أمام الاتحاد المنستيري، ما يستدعي أقصى درجات التركيز والجاهزية الذهنية.
ويبقى السؤال الأبرز في أذهان جماهير الأحمر والأبيض: ماذا يُحضر “الجنرال” في الخفاء؟ وهل ستكون هذه السرية وراء عودة الإفريقي إلى مستواه الحقيقي؟ الأيام القادمة وحدها كفيلة بالإجابة، لكن الأكيد أن فوزي البنزرتي بدأ بالفعل في رسم ملامح مشروعه بثقة وهدوء، واضعًا نصب عينيه هدفًا واحدًا: إعادة هيبة النادي الإفريقي إلى الواجهة.