🔴 أزمة داخل أسوار النادي الإفريقي: تعليق عضوية مسؤول بارز بسبب “إخلالات جسيمة” وإحالة الملف على اللجنة التأديبية
شهدت الساحة الرياضية التونسية، وتحديدًا في محيط النادي الإفريقي، تطورًا إداريًا بارزًا أثار الكثير من الجدل، وذلك بعد إعلان الهيئة المديرة عن تعليق عضوية أحد أعضائها بصفة فورية ومؤقتة. القرار جاء – وفقًا للبلاغ الرسمي – استنادًا إلى ما وصفته الهيئة بـ“إخلالات جسيمة” بأحكام القانون الأساسي للجمعية، ما يُعدّ سابقة جديدة في علاقة الإدارة بمسؤوليها الداخليين.
وجاء في نص البلاغ أنّ هذا القرار يستند إلى الفصل 51 من القانون الأساسي للنادي، الذي يمنع أعضاء اللجنة الدائمة للتدقيق من التدخل في صلاحيات اللجان والهياكل الأخرى، إلى جانب الفصل 37 الذي يفرض على جميع المسيرين واجب التحفّظ والالتزام التام بالسياسة الاتصالية الرسمية للنادي. هذه الفصول القانونية تمثل الأساس الذي بنت عليه الهيئة موقفها، في محاولة منها لتطبيق مبدأ الانضباط المؤسساتي وحماية وحدة القرار داخل الجمعية.
ووفق ما ورد في البلاغ ذاته، فإنّ المخالفات التي ارتكبها العضو المعني تتعلق بظهور إعلامي دون ترخيص مسبق، تمّ خلاله التطرّق إلى مسائل داخلية حساسة تخصّ النادي، إضافة إلى نشر معطيات اعتبرتها الهيئة “مغالِطة للرأي العام” من شأنها التأثير سلبًا على صورة النادي واستقرار هياكله الإدارية والفنية. وقد رأت الهيئة أنّ هذا السلوك يشكّل مساسًا بالثقة المتبادلة بين الأعضاء وخرقًا واضحًا للضوابط القانونية التي تنظّم العمل داخل الجمعية.
وفي خطوة إجرائية لاحقة، أعلنت الهيئة المديرة عن تفعيل أحكام الفصل 20 المتعلّق بالإجراءات التأديبية، والذي يتيح إحالة الملفات المخالفة إلى الجهات المختصة للنظر فيها. وقرّرت في هذا الإطار إحالة الملف على لجنة الإشراف على الجلسات العامة والمنخرطين للتداول في المخالفات المنسوبة إلى العضو المذكور، على أن يتم عرض المسألة ضمن جدول أعمال أول جلسة عامة قادمة من أجل اتخاذ القرار النهائي بشأن وضعيته داخل النادي.
الهيئة شدّدت، في ختام بلاغها، على أنّ هذا القرار لا يستهدف الأشخاص بقدر ما يهدف إلى تطبيق القانون وحماية مصلحة النادي الإفريقي، مؤكدة على عدم التسامح مع أي تجاوز أو مساس بهيبة الجمعية أو بقوانينها الأساسية. وأوضحت أنّ احترام التسلسل الإداري والاتصالي يعدّ من المبادئ الثابتة داخل المؤسسة، خاصة في ظل سعيها إلى ترسيخ قيم الانضباط والمسؤولية والشفافية في كل المستويات.
يُشار إلى أنّ العضو المعلّقة عضويته كان قد ظهر في برنامج تلفزي على قناة التاسعة مساء الأحد، حيث تناول خلال الحوار عدّة مواضيع داخلية تتعلّق بالشأن الإداري والمالي للنادي. وقد أثار هذا الظهور تفاعلًا واسعًا في صفوف جماهير النادي ومتابعيه، بين من اعتبر أنّ ما قاله يدخل في إطار حرية التعبير، ومن رأى أنّ ما حدث يُعدّ خرقًا لقواعد العمل الجمعياتي ويستوجب محاسبة قانونية.
وبين القراءات المختلفة للقرار، يبدو أنّ الهيئة المديرة للنادي الإفريقي تسعى إلى فرض الانضباط داخل مؤسساتها، في وقت تحتاج فيه الجمعية إلى تركيز جهودها على الملفات الرياضية والتنظيمية بعيدًا عن الصراعات الجانبية. ويبقى الملف مفتوحًا على تطورات جديدة، بانتظار ما ستسفر عنه الجلسة العامة المقبلة، التي من المنتظر أن تحسم نهائيًا في مستقبل العضو المعني داخل النادي.