فرجي شامبرس يتكلم بعد التتويج: "فرحان، أما الإصلاح ضروري"

 



في خضم الأفراح التي تعيشها جماهير النادي الإفريقي بعد التتويج الأخير، خرج أحد أبرز الأسماء الفاعلة في المشهد التسييري والرياضي داخل النادي، فرجي شامبرس ، بتصريح من القلب إلى القلب، حمل في طيّاته مزيجاً بين الفخر والانتماء، وبين الحسّ النقدي والوعي بعمق الأزمات التي مازالت تهدد استقرار الفريق.


 "نفرح... ونفكّر في الغد"


في بداية تصريحه، عبّر شامبرس عن فرحته الكبيرة بتتويج الفريق ونجاح المجموعة، مؤكداً أن هذه اللحظة لا يجب أن تُنسى أو تُقلل من قيمتها:


 "أنا فرحان برشة إني نعدّي على الخلافات الشخصية ونخلّيها ورايا، ونعطي فرصة لعائلة النادي الإفريقي باش تتقدّم وتتحرّك مع بعضها. فرحان نحتفل بتتويج كبير مع كل واحد ساهم في الموسم هذا."


لكن سرعان ما عاد إلى نبرته المعهودة في نقد الواقع الهيكلي والتسييري للنادي:


 "أما رؤيتي في ما يخصّ الاستراتيجية، والتسيير، والحاجة لتغيير الأمور من الأساس، ما تغيّرتش ومازالت كيف ما كانت قبل."


 تاريخ من النضال داخل أسوار الإفريقي


فرجي شامبرس لم يكن يوماً مجرد اسم يمرّ في إدارة النادي مرور الكرام. هو أحد أبناء الإفريقي الذين تربّوا على حُبّ الفريق والعمل من أجله. ومع كل موسم، ومع كل أزمة، كان دائماً يرفع صوته، أحياناً بنقد لاذع، وأحياناً بدعوات للتجميع، لكن دائماً من موقع الغيور على مصلحة الجمعية.


لقد كان من أبرز من حذروا في مواسم سابقة من السياسات الارتجالية في التسيير، ومن التعامل مع النادي كغنيمة أو مطية لمصالح ضيقة، لا كمؤسسة رياضية ذات تاريخ وهوية وقيم.


 مشكلة الإفريقي أعمق من النتائج


يُدرك شامبرس، كما كل متابع نزيه، أن مشاكل النادي الإفريقي لا تتعلق فقط بالنتائج، بل هيكلية بالأساس: غياب الرؤية، تشتت المسؤوليات، غياب الحوكمة، التدخلات السياسية، المحسوبية، غياب التقييم الموضوعي، والتعامل مع الفريق من منطق "العائلة الضيقة" لا من منطلق الكفاءة.


التتويج هذا الموسم يُعتبر بمثابة المُسكّن، لكنه لا يُخفي الجرح العميق الذي يعاني منه الفريق. وهنا تكمن أهمية التصريح: رسالة إلى الجماهير والإدارة معاً بأن الإفريقي بحاجة لإعادة البناء، لا للاحتفال فقط.


 مناشدة للوحدة لا تعني الصمت


ما عبّر عنه شامبرس يمكن اختزاله في دعوة للوحدة، نعم، لكنه لا يدعو إلى "صمت القبور". بل هي دعوة لأن نختلف داخل إطار من الاحترام، وأن نضع خارطة طريق واضحة لاختيار القائمين على النادي، بناءً على مشروع وكفاءة لا على خلفيات شخصية أو توازنات داخلية.


هو لم يدعُ إلى تغيير الأشخاص فقط، بل إلى تغيير العقليات، والممارسات، والذهنية التي تعتبر أن الإفريقي مجرد "ملكية خاصة" يمكن إدارتها حسب الأهواء.


### هل يُترجم هذا الوعي إلى فعل؟


يبقى السؤال الجوهري: هل تجد كلمات شامبرس صدىً حقيقياً داخل دواليب القرار؟ هل ستدفع هذه الرسالة إلى تحرّك جماعي هدفه إنقاذ النادي من السقوط في نفس الدوامة؟ أم أنّ الفرحة المؤقتة ستُلهينا مرة أخرى عن التفكير في الإصلاح الجذري؟


### رسالة للأجيال القادمة


في نهاية المطاف، كلمات شامبرس لا تعني فقط من عاشوا التتويج الحالي، بل هي رسالة للأجيال القادمة: إفريقي الذي نحبه يستحق أكثر من الفرح المؤقت، يستحق نظاماً قائماً على المحاسبة، على وضوح الرؤية، وعلى النزاهة في التسيير.

 خاتمة: التتويج ليس النهاية


التتويج لحظة فخر، لكنه ليس النهاية. هو بداية جديدة يجب أن تُبنى على أساس قوي. ومن حقّ كل مشجع، كل لاعب، كل إطار، وكل مسؤول أن يفرح، لكن من واجبهم أيضاً أن يُراجعوا أنفسهم. وكلمات شامبرس تُذكرنا أن حب النادي لا يعني التطبيل، بل الشجاعة في قول الحقيقة والعمل من أجل التغيير.


لأن الإفريقي، كما قال يوماً أحد عشاقه: "ماهوش فريق

... الإفريقي دين وعقيدة ودم يجري في العروق."

Enregistrer un commentaire

Plus récente Plus ancienne