إنكار الفشل هو فشل بحدّ ذاته، وما يحدث اليوم داخل النادي دليل واضح على ذلك. فهناك مشكلات جوهرية تُترك دون معالجة، وكأنّ أحدًا لا يريد أن يرى الحقيقة أو يتحمّل مسؤولية ما يجري. هذه القضايا ليست هامشية ولا ثانوية، بل تمسّ صميم الفريق واستقراره.
في الموسم الماضي، لم يعانِ الفريق من أزمة إصابات تُذكر؛ لم يُصب تقريبًا أي لاعب، باستثناء معز حسن وحمزة بن عبدة، وكانت إصاباتهما نتيجة ظروف قهرية لا علاقة لها بالإعداد البدني—الأول تعرّض لكسر بعد احتكاك مباشر، والثاني إثر سقوط على يده. يومها، كان المستوى البدني للاعبين ممتازًا، وبلغت مؤشرات القوة والتحمّل والـ stamina مستويات عالية تستحق التقدير. ورغم هذا النجاح، تم التفريط في المعدّ البدني السابق دون أي تقييم موضوعي أو اعتراف بما قدّمه من عمل.
أمّا اليوم… فالوضع كارثي. بعد 14 جولة فقط، تأمّل حجم الإصابات: علي يوسف، فراس شواط، مهيب الشامخ، الصادق محمود، يحيى المطيري، فهد المسماري، حسام حسن رمضان، حسام بن علي، وآية مالك… قائمة طويلة بشكل يطرح أكثر من سؤال. الأسوأ أنّ الفريق لا يملك بدائل في نفس المستوى، ولا حتى قريبة منه، مما يترك المدرب بلا حلول وينعكس مباشرة على نتائج الفريق.
لكن ما هو أخطر من الإصابات نفسها هو هذا الصمت المريب: لا رئيس الفرع تحرّك، ولا الجهاز الفني قدّم تبريرًا، ولا المدرب خرج ليوضح أو يحمّل أي جهة المسؤولية. وكأنّ الجميع اختار الهروب بدل المواجهة. وهذا بالضبط جوهر المشكلة: غياب الجرأة على الاعتراف بالخلل، وغياب الإرادة لإصلاحه.