انطلاق مرحلة الإياب من البطولة الوطنية لكرة السلة للمحترفين: بداية المنافسة الحقيقية
مع انطلاقة النصف الثاني من الموسم، تبدأ يوم الأحد 19 أكتوبر منافسات الجولة السادسة من مرحلة الإياب ضمن البطولة الوطنية التونسية لكرة السلة للمحترفين. تمثل هذه المرحلة منعطفاً حاسماً في مسار الفرق، حيث تتجدد الطموحات وتبدأ الحسابات الدقيقة لحجز المراكز المتقدمة في جدول الترتيب قبل انطلاق «البلاي أوف».
السياق العام للبطولة
منذ انطلاق الموسم، برز النادي الإفريقي كأحد أبرز المرشحين للقب. بفضل استقراره الفني وقدرته على تقديم عروض مطمئنة أمام المنافسين الكبار مثل النجم الساحلي والاتحاد المنستيري، استطاع الإفريقي أن يتربع على صدارة الترتيب في هذه المرحلة من البطولة.
لكن الأهم أن مرحلة الإياب تمنح الفرصة للجميع لإعادة ترتيب الأوراق. فالفريق الذي بدا في شبه ارتياح إلى الآن قد يجد نفسه عرضة للمنافسة الشرسة إن تذبذب الأداء، والعكس صحيح — فرقٌ كانت بعيدة في الترتيب قد تستيقظ على طموح كبير وتنهض للعودة. وهنا يكمن سر إثارة هذه المرحلة.
أبرز مباريات الجولة السادسة – إياب
المواجهات التي ستقام في هذه الجولة تُعد بمثابة نقاط فاصلة في سباق التأهل. إليك أبرزها:
-
المجموعة الأولى
-
النادي الإفريقي × الدالية الرياضية (قرمبالية) في قاعة الڨرجاني (الساعة 15:00). لقاء من الناحية النظرية متكافئ، لكن خبرة وتجانس الأحمر والأبيض قد يميل بكفة ميزانهم لصالحهم.
-
نجم حلق الوادي × نادي كرة السلة بالمهدية في ملعب نجم حلق الوادي، مواجهة حاسمة لطرفي اللقاء يسعيان فيها لتعزيز موقعهما في الترتيب.
-
المجموعة الثانية
-
النجم الساحلي × شبيبة المنازه على ملعب بوسنّة الساعة 16:00. لقاء بين فريقين قريبين من المستوى الفني، ما يرفع من أهمية النتيجة لكل طرف. template
-
النجم الرادسي × الاتحاد المنستيري في قاعة رادس، دربي تقليدي ينتظره عشاق اللعبة، خصوصاً أن الكلاسيكيات غالباً ما تخفي مفاجآت. template
-
جمعية الحمامات × شبيبة القيروان في قاعة الحمامات (الساعة 16:00). template
-
النابل × اتحاد الأنصار في ملعب بئر شلوف ببنزرت (الساعة 17:00). template
-
كل مباراة تمثل فرصة للتقدم أو لدفع الفريق إلى الخلف، وبطبيعة الحال فإن نقاطها ستؤثر مباشرة على ترتيب الفرق وخصم الثقة أو منحه قبل انطلاقة الأدوار الحاسمة.
أهمية هذه المرحلة وبصمة المنافسة
مرحلة الإياب ليست مجرد تكرار للمواجهات السابقة، بل احتدام جديد لتوازنات القوى. إليك بعض الأسباب التي تجعل هذه المرحلة مفصلية:
-
ضغوط النتائج
الفرق التي تقدمت بثبات في مرحلة الذهاب ستشعر بثقل التوقعات، في حين الفرق التي لم تحقق أداءً طيباً قد تدخل معاركها ببسالة أكبر، ساعية للتعويض. -
احتساب المواجهات المباشرة
عندما تتقارب الفرق في النقاط، تصبح المواجهات المباشرة بين الفرق المتنافسة مفتاح الترتيب النهائي. كأن فوزاً على خصم مباشر قد يزن أكثر من نتيجة كبيرة أمام فريق ضعيف. -
الإعداد للبلاي أوف
الفرق تبدأ في اختبار نفسها من الآن ميدانياً ونفسياً. كيف يتعامل اللاعب مع الضغط؟ كيف يستجيب المدرب لتغييرات المباراة؟ هذه الأسئلة ستجد إجاباتها في نتائج الإياب. -
تجديد الأمل
لطالما رأينا فرقاً تنهض من مراكز متأخرة وتعلق آمالها في النهائي. مرحلة الإياب تفتح أبواب الحلم من جديد لكل نادٍ طموح.
المرشحين الأقوى وتحديات البقاء
بالرغم من التألق المبكر للإفريقي، لا يجب الاستهانة بأي منافس. النجم الساحلي، الاتحاد المنستيري، النجم الرادسي، وغيرهم من الأندية تمتلك الخبرة والجماهيرية والقدرة على قلب الموازين إن استيقظت في الوقت المناسب.
من جهة أخرى، الفرق التي تسعى للبقاء ضمن المنافسة “الدولية” أو تلك التي تحاول ضمان مركز جيد قبل الدخول في مرحلة البلاي أوف، ستقاتل بكل ما أوتيت من قوة. ففي كرة السلة، كما في كثير من الرياضات، اللحظة الحاسمة قد تكون في مباراة يبدو بسيطاً لكنها تحمل في طياتها كل الفرق بين العبور للفوز أو الخسارة.
